رحـــلة نوبية إلــي وادي السبــــــــــوع

رحـــلة]رحـــلة نوبية إلــي وادي السبــــــــــوع

نبحـــــــر في رحلة عبر النيل ونطوي الموج وراء الأمواج والميل وراء الأميال صوب الجنوب

نحمل فيها الذكريات والروايات التي أطلقها الأباء والأجداد عن نوبة الوجدان وساحرة

الكيان ونطوف القري والنجوع في الشرق والغرب للنيل العظيم من الشلال إلــــي دابود

دهميت - أمبركاب - كلابشة - خور رحمة - أبوهور - مرواو - ماريا - قرشة وجرف حسين

الدكة - العلاقي - قورتة - محرقة - السيالة - مضيق شرق - مضيق غرب ثم الســــــبوع

بمسافة 160 كم جنوب أسوان .

السبوع من ناحية الغرب للنيل تحمل الألوان الحمراء والذهبية في صورة كثبان عالية تصل

إلي حافة النهر أما الشرقية للنيل فهي تلال حجرية .

أطلق أسم السبوع عليها نسبة إلي التماثيل أبي الهول التي لها أجسام السباع والتي

تقوم أمام المعبد المتهدم والمشيد من الضفة الغربية تجاه وادي السبوع والزرع في هذه

البقعة أذكي منه في أي بقعة من أسوان إلي الدر ، وسكان وادي السبوع وسكان وادي

العرب إلي الجنوب ومنهم تجار نشيطون وأغنياء وهم يسلكون الجبل إلي بربر في السودان

حيث تقع الفوز التي ذكرها ( بروس ) وتبعد عنهم مسيرة ثمانية أيام ومنها يجلبون السلع

المختلفة التي تحفل بها أسواق سنار والطريق مأمون جداً ويأتي أليها كل أسبوع أربعـــــة

أو خمســــة جمال محملة بالبضائع ، أهل وادي السبوع يرجع إلي العليقات اللذين أتوا من

أرض الحجاز ويضرب بعضهم من الجبال الشرقية كالبدو وهم لا يتكلمون إلا العربية فقط

ويجني أمراء النوبة الضرائب علي البضائع المستورة من الجنوب ولكن قل ما يستطيعون

أن يبتزوا منهم ضرائب أضافية لكثرة أعدادهم ومسلحون خير تسليح لذلك أن يقتنوا ثروة

طيبة وهم يبعون في الصعيد العبيد والبلح والصمغ العربي وريش النعام والابل التي يجلبونها

من بر بر ويشترون منها السلع التي تلزم لأسواق الجنوب .

وتسير كل شتاء قافلة من 30 إلي 40 بعير محملة بالبضائع من وادي السبوع إلي القاهرة

وقد أعتاد تجار وادي السبوع أن يشتركوا في التجارة مع النوبيين فيقرضوهم مبالغ من المال

ليغروهم بالسفر إلي بربر للتجارة وعند العودة يقاسمونهم في الأرباح وهناك أسر تشتغل

بهذه الشراكة من عهود سحيقة ، والمسافة من وادي السبوع ومقرات علي النيل شمال

بربر تبلغ 7 أيام من السفر وعلي بعد مسيرة ثلاثة أيام من السبوع عين مياه تدعي ( وثمت )

وعلي مسيرة أربعة أيام ( المرة ) وهي مياه متدفق وغزير ولكنه خبيث الطعم .

ويعود العليقات إلي محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي من قريش العدنانية

وهو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي أبن كلاب بن مرة

بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ( قريش ) بن مالك بن النضرة ابن كنانة بن خريمة

بم مدركه بن اليأس بن مضر بن نزار بن معد بن نزار بن عدنان .

ومن أعقاب العليقات من محمد عقيل في الحجاز والعراق والشام ومصر وفارس والهند

والأفغان وله 25 بطناً من الحضر والبادية وقد أعقب محمد بن عقيل ثلاثة أولاد هـــــــــم

القاسم --- عبدالرحمن -- عبدالله وقد أنقرض نسل القاسم وعبدالرحمن وبقي نسل

عبدالله بن محمد بن عقيل والذي له فرعين من عبدالله مسلم بن عبدالله ومحمد بن عبدالله

وهما من أشهر قبائل جنوب سيناء وتسكن منطقة أبو جفرة ووادي غرندل ووادي أبوزنيمة

وأبو رديس ووادي فيران .

ومن أشهر قبائل العليقات في القليوبية والنوبة بأسوان أولاد سلمي -- التليلات -- الحمايدة

الخريساب .

معبد الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبوع

وفيها أطلال معبد جميل يقع علي سفح تلال منخفضة يفصلها عن النهر سهل ضيق وأمام

المعبد بوابة شبيهة ببوابة معبد القرنة بطيبة وطولها 28 خطوة وبين جناحيها الهرمين باب

صغير يؤدي إلي فناء بهو الأعمدة الذي طمرت الرمال ثلثيه وللبهو خمسة أعمدة بغير تيجان

من كل جانب من جانبيه الطويلين وتري أمام كل عمود تمثالا ضخما ملتصقاً به كتماثيل معبد

الكرنك ويبلغ الأرتفاع 16 قدم ويشتبك ذراعاه علي صدره ويحمل في يده سوطاً وفي الأخري

يحمل صولجاناً وكل هذه التماثيل مشوه ولما كانت جدران البوابة وبهو الأعمدة مبنية بالكتل

الصغيرة من الحجر الرملي الهش فقد عفا عليها الزمن حتي لاتكاد نتبين شيئاً من الرسومات

التي كانت تغطيها أصلاً علي أنك تستطع أن تميز حائط البوابة الخارجي وأمام المدخل ،

وعلي الأرض تمثال كبير ملقي ضخم للإنسان طمر رأسه وصدره في الرمل ولعله كان في

الأصل يقوم علي جانب البوابة كتماثيل الأقصر الضخمة والتمثال لرجل يقف في نفس الوضع

الذي تقف فيه التماثيل القائمة أمام معبد إيزيس بأبو سنمبل ويقوم أمام البوابة وعلي 30 يادرة

منها تمثالان ووجها إلي النهر ويتصل ظهراهما بعمود من الحجر بالأرتفاع نفسه وليس في

التمثالين دقة أو أتقان والدليل علي عدم مراعاة النسب فيها أن طول الأذن يبلغ نصف طول

الوجه ويلبس كل منهما اللبدة العالية ويمثل ذكراً غير ملتحي وبين النهر والمعبد طريق من

التماثيل لأبي الهول ولكن أكثرها مطمور وقد بقي منها أربعة إلي جوار التمثالين سالفي الذكر

ولها علي أختلافها حجماً وشكلاً أجسام السباع ورؤوس الشبان فضلا عن اللحي الصغيرة

التقليدية وعلي مقربة من المعبد تلال من الأنقاض والشقوق ، ويلوح المعبد إلي القدم وبه

تمثالين قائمان أمام البوابة فهما مصغر تمثالي مصنون أما تماثيل أبي الهول فتري أشباهها

في الكرنك بالأقصر .

بني معبد السبوع فى عهد رمسيس الثانى وشيد لعبادة الآله آمون

ضمت هذه المنطقة معبدين : أولهما تم نقله الى منطقة السبوع الجديدة ( على بعد 4 كيلو

مترات جهة الغرب ) أما المعبد الآخر فقد بناه أمنحوتب الثالث لحورس ولا زال موجوداً فى قاع

البحيرة وبعد إتلافه على يد أخناتون قام رمسيس الثانى بإعادة إصلاح هذا المعبد ، وإعادة تقديمه

الى الإله آمون.

[/size]