مصائب الاتصالات!
الإيجابية والسلبية شيء موجود في كل ما نستخدمه من تقنيات العصر، والإنسان أمام ذلك مخير بين الاستخدام السلبي أو الإيجابي الذي يؤثر كل منهما في مجتمعه.
ومن تلك التقنيات التي بات استخدام الإنسان لها في السلب يفوق الإيجاب «الاتصالات» وأدواتها المتمثلة في الهواتف الثابتة والمتحركة، فعندما بدأ الإنسان في مجتمعاتنا العربية استخدام الهاتف الثابت كان يخشى ملامسة الجهاز وكان البعض يصور أن أرواحا شريرة تسكنه وهي التي تخرج أصواتها إلينا.
إلى أن جاء الوقت الذي ألف الناس فيه هذا الجهاز ليحين وقت التفنن باستخدامه بشكل سلبي من خلال مضايقة الآخرين الذي كان ينهيه الآباء والأمهات من خلال سيطرتهم على الأجهزة في المنازل، وانقسم الناس حيال هذا النوع من الإزعاج بين معارضين منزعجين وبين مستمتعين من الأحبة بالمكالمات الغرامية بعد أن عطلت الكهرباء بنورها عليهم مواعيد الغرام في«السكيك» فبات التقابل فيها من الصعب جدا، وبمرور الوقت وباستمرار عطاء التكنولوجيا استطاع الإنسان السيطرة على هذا الإزعاج بعد سوبرمان الإزعاج المنزلي
ولكن بعد وصول الهاتف المتحرك وتمتعنا بسيل خدمات الاتصالات وجدنا أنفسنا عالقين بمصائبه التي تزداد يوما بعد يوم ويصعب سيطرة المسئولين عليها خاصة بعد ظهور البطاقات المدفوعة، إذ اصبح معظم المزعجين يستخدم بطاقات بأسماء جاليات موجودة بيننا لتحقيق أغراضهم المشينة في أذى الآخرين معلنين من خلال الاتصال المتكرر والرسائل القصيرة ورسائل الوسائط المتعددة التحدي لمن يستطيع الإمساك بهم.
ممطرين أسماعنا بما نخجل من ذكره وما نستحي حتى من الإدلاء به في محضر بلاغ في أقرب مركز للشرطة، شتائم مذهبية وعرقية وسب باللهجة المحلية وقذف بالعرض والشرف من مصدر أجهله،
فكيف بالله نتعامل مع هؤلاء الذين يقتحمون حياة الناس غصبا وقهرا دون مراعاة دين ولا تقاليد و لا أدب باستهتار يتحدى به ذلك الجاهل الشرطة والاتصالات إن استطاعوا القبض عليه، وكيف نتغاضى عمن يمس أعراض الآخرين بعد الاكتفاء بإحضار من أصدر له البطاقة باسمه دون أن نجعله عبرة لمن يعتبر بأن تتعاون الشرطة ومؤسسة الاتصالات في القبض على أمثال هؤلاء الذين لا يعرفون من التكنولوجيا سوى الحماقة وتعطيل الآخرين وإلحاق الأذى بهم.
نسأل الله العظيم بإن يهدى من تسول له نفسه بإذي الاخيرين ..